إخواني أبناء كردفان عموم ورجالات الفولة خصوص لكم التحية بمبادرتكم الكريمة بإطلاق هذه النافذة الثرة لأهل المنطقة ويشرفني أن أطل من هذه النافذة، بل أشكركم لإتاحة الفرصة بعضويتها ونأمل أن تثمر جهودكم وأن تهتم فيما تهتم بما يساعد على رأب الصدع بالمنطقة في كل ما ينشأ من خلاف طبيعي بين ابناء العمومة من ناحية والسكان وكل ما يربطهم من أواصر قوية قوية تحكمها الجغرافيا والبيئة وعبق التاريخ الذي يسجل للمنطقة أروع وأكبر تلاحم قبلي على امتداد حدودها، ومن هنا أزجي بالتحية والتهنئة معاً لأهلنا في جنوب شرق كردفان بمختلف سحناتهم ومشاربهم وأفخاذهم المتجزرة بالمنطقة لعند الجد وجد الجد.
أحقيقة كانت وصلتني من أخي أبو دلال رسالة قصيرة تنبئ بميلاد موقع رجل الفولة على الشبكة العنكبوتية وغمرتني سعادة لا تضاهيها سعادة إلا مسيرة تحت غيمة عصرية بين الفرقان الجميلة المترامية في ربوع كردفان، تمنيت لو تطول لحظات صيانة قطار نيالا في تلك الرحلة الدراسية الميدانية التي كانت وجهتها جبل مرة (1978) حين مكث القطار ساعات طوال في رجل الفولة مما أتاح لنا الفرصة لنجوب سوق المدينة الذي كان يقع خلف المحطة، بل قد كرمنا التاريخ بأن نحضر زفة أحد العرسان بعد درت وموسم حصاد مثمر وكله خير فيما يبدو وكانت الزفة تتجول بين المحلات تتقدمها زغاريد الأمهات وهن يتبخترن ويخترن من المحلات كل ما يروق لهن في تكوين شيلة العروسن السعيدين ولم نستطع مغالبة الشعور في دخول الزفة ومشاركة العريس العرضة والفرحة وتقديم أجمل التهاني مما زاد من سروره وفرحته والذي يصر علينا أن ننتظر مراسم الزفاف ولكن برنامج الرحلة لم يكن يسمح بالبقاء ولم نملك وقتها غير أن نحمد الله في لحظات تاريخية لا تنسى برجل الفولة أتاحتها لنا لحظات صيانة القطار ويا رب نسألك أن تتوفر كل اسباب الرخاء لإنسان هذه المنطقة وتُمسح الدمعة عن كل بيت دخله الحزن وان ترتسم البسمة في كل النفوس ويعيش الناس في وئام وسلام بطول عروض السودان.